فصل: (سورة الحديد: الآيات 26- 29):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ} الواو عاطفة و{أنزلنا} فعل وفاعل و{الحديد} مفعول به و{فيه} خبر مقدّم و{بأس} مبتدأ مؤخر والجملة حالية من {الحديد} و{شديد} صفة أي فيه قوة ومنعة، والكلام في ذلك طويل، و{منافع للناس} عطف على {بأس شديد}، وقلّما تخلو صناعة من الحديد.
{وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} الواو عاطفة و{ليعلم} معطوف على محذوف دلّت عليه جملة {فيه بأس شديد} فهو علّة للتعليل لا علّة للإرسال والإنزال وبذلك تعلم فساد قول بعض المعربين كالجلال وغيره أنه معطوف على ليقوم، و{اللّه} فاعل و{من} مفعول به وجملة {ينصره} صلة من {ورسله} عطف على الهاء أي وينصر رسله أيضا و{بالغيب} حال من هاء ينصره أي غائبا عنهم في الدنيا وإن واسمها وخبراها.

.الفوائد:

العطف على الظاهر والضمير: يعطف على الظاهر والضمير المنفصل مرفوعا كان أو منصوبا، والضمير المتصل المنصوب بلا شرط كقام زيد وعمرو وأنا وأنت قائمان وإياك والأسد، والعطف على الضمير المتصل المنصوب نحو جمعناكم والأولين فالأولين عطف على الكاف، ولا يحسن العطف على الضمير المرفوع المتصل بارزا كان أو مستترا إلا بعد توكيده بضمير منفصل نحو: {لقد كنتم أنتم وآباؤكم} ونحو: {اسكن أنت وزوجك الجنة} وقد أشار ابن مالك في الخلاصة إلى ذلك بقوله:
وإن على ضمير رفع متصل ** عطفت فافصل بالضمير المنفصل

.[سورة الحديد: الآيات 26- 29]:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحًا وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (27) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}.

.اللغة:

{وَقَفَّيْنا} التقفية جعل الشيء في إثر الشيء على الاستمرار فيه ولهذا قيل لمقاطع الشعر قواف إذ كانت تتبع البيت على إثره مستمرة في غيره على منهاجه.
وفي المختار: قفا أثره اتبعه وبابه عدا وقفى على أثره بفلان أي اتبعه إياه ومنه قوله تعالى: {ثم قفينا على آثارهم برسلنا} ومنه الكلام المقفى.
{وَرَهْبانِيَّةً} الرهبانية: المبالغة في العبادة والرياضة والانقطاع عن الناس منسوبة إلى الرهبان وهو المبالغ في الخوف من رهب كالخشيان من خشي وقرئت بالضم كأنها نسبت إلى الرهبان جمع راهب كراكب وركبان.
وعبارة القاموس: والراهب واحد رهبان النصارى ومصدره الرهبة والرهبانية أو الرهبان بالضم قد يكون واحد وجمعه رهابين ورهابنة ورهبانون ولا رهبانية في الإسلام هي كالإخصاء واعتناق السلاسل ولبس المسوح وترك اللحم ونحوها.
واكتفى صاحب المنجد بالقول: الرّهبانية والرهبانية: طريقة الرهبان. وعرف الراهب بقوله: من اعتزل الناس إلى دير طلبا للعبادة. وسيأتي المزيد من معناها في باب الإعراب.
{كِفْلَيْنِ} نصيبين ضخمين والكفل الحظ ومنه الكفل الذي يتكفل به الراكب وهو كساء أو نحوه يحويه على الإبل إذا أراد أن يرقد فيحفظه من السقوط ففيه حظ من التحرّز من الوقوع.

.الإعراب:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحًا وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ} الواو حرف عطف واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق وتكرير القسم لإظهار مزيد العناية بالأمر، و{أرسلنا} فعل وفاعل و{نوحا} مفعول به {وإبراهيم} عطف على {نوحا}، {وجعلنا} عطف على {أرسلنا} و{في ذريتهما} في موضع المفعول الثاني و{النبوّة} مفعول {جعلنا} الأول {والكتاب} عطف على {النبوّة} وأراد بالكتاب الجنس أي الكتب الأربعة.
{فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ} الفاء تفريعية ومنهم خبر مقدّم و{مهتد} مبتدأ مؤخر {وكثير} مبتدأ و{منهم} نعت لكثير و{فاسقون} خبر {كثير}.
{ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا} {ثم} حرف عطف للترتيب مع التراخي و{قفينا} فعل وفاعل و{على آثارهم} متعلقان بقفينا والباء حرف جر زائد ورسلنا مجرور لفظا منصوب محلا.
{وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ} {وقفينا} عطف على {قفينا} الأولى و{بعيسى} الباء حرف جر زائد وعيسى مجرور لفظا مفعول به محلا و{بن} بدل و{مريم} مضاف إليه، {وآتيناه} الواو عاطفة و{آتيناه} فعل وفاعل ومفعول به أول و{الإنجيل} مفعول به ثان.
{وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ}.
{وجعلنا} فعل وفاعل و{في قلوب} في موضع المفعول الثاني و{الذين} مضاف إليه وجملة {اتبعوه} من الفعل والفاعل والمفعول به صلة و{رأفة} مفعول به أول {ورحمة} مفعول به ثان، {ورهبانية} فيها وجهان:
1- أولهما أنها منسوقة على {رأفة} ورحمة وجملة {ابتدعوها} نعت لها وإنما خصّت بذكر الابتداع لأن الرحمة والرأفة في القلب أمر غريزي لا تكسّب للإنسان فيه بخلاف الرهبانية فإنها من أفعال البدن وللإنسان فيها تكسّب.
- الثاني أنها منصوبة بفعل مقدّر يفسّره الظاهر فتكون المسألة من باب الاشتغال وإلى هذا الإعراب نحا الزمخشري وأبو علي الفارسي والمعتزلة، وذلك أنهم يقولون ما كان من فعل الإنسان فهو مخلوق له فالرأفة والرحمة لما كانتا من فعل اللّه نسب خلقهما أو تصييرهما إليه والرهبانية لما لم تكن من فعل اللّه تعالى بل من فعل العبد نسب خلقها إليه.
وإلى القارئ نص عبارة أبي حيان: {ورهبانية} معطوف على ما قبله فهي داخلة في الجمل وجملة {ابتدعوها} جملة في موضع الصفة لرهبانية وخصّت الرهبانية بالابتداع لأن الرأفة والرحمة في القلب لا تكسب للإنسان فيها بخلاف الرهبانية فإنها أفعال بدن مع شيء في القلب ففيها موضع للتكسّب، قال قتادة: الرحمة من اللّه والرهبانية هم ابتدعوها. والرهبانية رفض الدنيا وشهواتها من النساء وغيرهنّ واتخاذ الصوامع، وجعل أبو علي الفارسي {ورهبانية} مقتطعة من العطف على ما قبلها من {رأفة} و{رحمة} فانتصب عنده {ورهبانية} على إضمار فعل يفسّره ما بعده فهو من باب الاشتغال أي وابتدعوا رهبانية ابتدعوها واتبعه الزمخشري فقال:
وانتصابها بفعل مضمر يفسّره الظاهر تقديره وابتدعوا رهبانية ابتدعوها يعني وأحدثوها من عند أنفسهم ونذروها. وهذا إعراب المعتزلة وكان أبو علي معتزليا وهم يقولون ما كان مخلوقا للّه لا يكون مخلوقا للعبد، والرأفة والرحمة من خلق اللّه والرهبانية من ابتداع الإنسان فهي مخلوقة له، وهذا الإعراب الذي لهم ليس بجيد من جهة صناعة العربية لأن مثل هذا مما لا يجوز فيه الرفع بالابتداء ولا يجوز الابتداء هنا بقوله ورهبانية لأنها نكرة لا مسوغ لها من المسوغات للابتداء بالنكرة.
وقال ابن المنير متعقبا الزمخشري: في إعراب هذه الآية تورّط أبو علي الفارسي وتحيز إلى فئة الفتنة وطائفة البدعة فأعرب رهبانية على أنها منصوبة بفعل مضمر يفسّره الظاهر وعلّل امتناع العطف فقال: ألا ترى أن الرهبانية لا يستقيم حملها على جعلنا مع وصفها بقوله ابتدعوها لأن ما يجعله هو تعالى لا يبتدعونه هم، والزمخشري أيضا ورد مورده الذميم وأسلمه شيطانه الرجيم فلما أجاز ما منعه أبو علي من جعلها معطوفة أعذر لذلك بتحريف الجعل إلى معنى التوفيق فرارا مما فرّ منه أبو علي من اعتقاد أن ذلك مخلوق للّه تعالى وجنوحا إلى الإشراك واعتقاد أن ما يفعلونه هم لا يضلّه اللّه تعالى ولا يخلقه وكفى بما في هذه الآية دليلا بعد الأدلة القطعية والبراهين العقلية على بطلان ما اعتقداه فإن ذكر محل الرحمة والرأفة مع العلم بأن محلها النصب فجعل قوله: {في قلوب الذين اتبعوه} تأكيدا لخلقه هذه المعاني وتصويرا لمعنى الخلق بذكر محله، ولو كان المراد أمرا غير مخلوق في قلوبهم للّه تعالى كما زعما لم يبق لقوله: {في قلوب الذين اتبعوه} موقع ويأبى اللّه أن يشتمل كتابه الكريم على ما لا موقع له.
أما أبو البقاء فقد جمع بين الرأيين فقال: قوله تعالى: {ورهبانية} هو منصوب بفعل دلّ عليه {ابتدعوها} لا بالعطف على الرحمة لأن ما جعله اللّه تعالى لا يبتدعونه، وقيل هو معطوف عليها و{ابتدعوها} نعت له والمعنى فرض عليهم لزوم رهبانية ابتدعوها ولهذا قال: {ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان اللّه}.
أما ابن هشام فقد قال في المغني: وقول الفارسي في {ورهبانية ابتدعوها} أنها من باب زيدا ضربته واعترضه ابن الشجري بأن المنصوب في هذا الباب شرطه أن يكون مختصّا ليصحّ رفعه بالابتداء والمشهور أنه عطف على ما قبله و{ابتدعوها} صفة ولا بدّ من تقدير مضاف أي وجد رهبانية وإنما لم يحمل أبو علي الآية على ذلك لاعتزاله فقال: لأن ما يبتدعونه لا يخلقه اللّه عزّ وجلّ.
وخلاصة الخلاف أنه لو جعل {ورهبانية} عطفا على ما قبله لكان في الكلام تناقض وذلك أن مفاد الكلام يقتضي أن تكون الرهبانية مخلوقة للّه والوصف بالابتداع يقتضي أنها مخلوقة لهم وما كان مخلوقا لهم لا يخلقه اللّه فهو تناقض فعدل الفارسي وتبعه الزمخشري عن العطف وجعله من باب الاشتغال.
وإنما أوردنا هذه الأقوال لنريك ما للإعراب من تأثير في توجيه المعتقد ولهذا لم نر لأنفسنا مساغا للترجيح فتدبر.
ونعود إلى تتمة إعراب الآية فنقول: وجملة {ابتدعوها} إما صفة لرهبانية وإما مفسّرة على القولين و{ما} نافية و{كتبناها} فعل وفاعل ومفعول به والجملة صفة لرهبانية على كل حال ويجوز أن تكون مستأنفة و{إلا} أداة استثناء إذا اعتبرنا الاستثناء منقطعا أو أداة حصر إذا اعتبرناه متصلا، فعلى الأول تعرب {ابتغاء} استثناء منقطعا وتكون {إلا} بمعنى لكن والمعنى لم نفرضها عليهم ولكنهم ابتدعوها، وعلى الثاني تعرب {ابتغاء} مفعولا من أجله والمعنى ما كتبناها عليهم لشيء من الأشياء إلا لابتغاء مرضاة اللّه ويكون كتب بمعنى قضى.
واكتفى الزمخشري بالوجه الأول {فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها} الفاء عاطفة وما نافية و{رعوها} فعل وفاعل ومفعول به و{حق رعايتها} مفعول مطلق.
{فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ} الفاء حرف عطف وآتينا فعل وفاعل و{الذين} مفعول به وجملة {آمنوا} لا محل لها لأنها صلة الموصول و{منهم} حال و{أجرهم} مفعول به ثان {وكثير} مبتدأ و{منهم} نعت و{فاسقون} خبر.
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} {يا} حرف نداء وأي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم والهاء للتنبيه و{الذين} بدل وجملة {آمنوا} صلة و{اتقوا اللّه} فعل أمر وفاعل ومفعول به {وآمنوا} فعل أمر معطوف على {اتقوا} و{برسوله} متعلقان بآمنوا و{يؤتكم} فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلّة والكاف مفعول به أول و{كفلين} مفعول به ثان و{من رحمته} نعت لكفلين.
{وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} عطف على {يؤتكم} و{لكم} متعلقان بيجعل أو في موضع المفعول الثاني و{نورا} مفعول يجعل وجملة {تمشون به} نعت لنورا.
{وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} عطف على ما تقدم و{لكم} متعلقان بيغفر {واللّه} مبتدأ و{غفور} خبر أول و{رحيم} خبر ثان.
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} اللام لام التعليل وأن حرف مصدري ونصب ولا زائدة و{يعلم} فعل مضارع منصوب بأن أي ليعلم أعمالكم بذلك فاللام متعلقة بمحذوف مقتبس من معنى الجملة الطلبية و{أهل الكتاب} فاعل {يعلم} وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ولا نافية وجملة {يقدرون} خبر أن والمعنى أنهم لا يقدرون و{على شيء} متعلقان بيقدرون و{من فضل اللّه} نعت لشيء وأن وما في حيزها سدّت مسدّ مفعولي {يعلم}.
{وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ} الواو عاطفة وأن وما في حيزها عطف على {أن لا يقدرون} داخل في حيّز المعلوم وأن واسمها و{بيد اللّه} خبر أن وجملة {يؤتيه} مستأنفة أو خبر ثان لأن والهاء مفعول به أول ومن مفعول به ثان وجملة {يشاء} صلة.
{وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} {اللّه} مبتدأ و{ذو الفضل} خبره و{العظيم} نعت للفضل.

.الفوائد:

قد يعترض الكلام نفي فيلزم إظهار (أن) بعد لام التعليل التي لحقتها (لا) ولو أضمرت (أن) هنا لم يجز لأن إضمارها يؤدي إلى مباشرة حرف الجر حرف النفي وذلك غير جائز. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الحديد:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.
قوله تعالى: {يحيى} يجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور، والعامل الاستقرار وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى: {والرسول يدعوكم} الجملة حال من الضمير في {تؤمنون}.
قوله تعالى: {وقد أخذ} بالفتح: أي الله أو الرسول، وبالضم على ترك التسمية.
قوله تعالى: {من أنفق} في الكلام حذف تقديره: ومن لم ينفق، ودل على المحذوف قوله تعالى: {من قبل الفتح}.
قوله تعالى: {وكلا وعد الله الحسنى} قد ذكر في النساء.
قوله تعالى: {يوم ترى} هو ظرف ليضاعف، وقيل التقدير: يؤجرون يوم ترى، وقيل العامل {يسعى} ويسعى حال، و{بين أيديهم} ظرف ليسعى، أو حال من النور، وكذلك {بأيمانهم} وقرئ بكسر الهمزة، والتقدير: بأيمانهم استحقوه، أو وبأيمانهم يقال لهم {بشراكم} وبشراكم مبتدأ، و{جنات} خبره أي دخول جنات.
قوله تعالى: {يوم يقول} هو بدل من يوم الأول، وقيل التقدير: يفوزون وقيل التقدير: اذكر {انظرونا} انتظرونا وأنظرونا: أخرونا، و{وراءكم} اسم الفعل فيه ضمير الفاعل: أي ارجعوا ارجعوا، وليس بمعروف لقلة فائدته،
لأن الرجوع لا يكون إلا إلى وراء، والباء في {بسور} زائدة، وقيل ليست زائدة.
قوله تعالى: {باطنه} الجملة صفة لباب أو لسور، و{ينادونهم} حال من الضمير في بينهم، أو مستأنف.
قوله تعالى: {هي مولاكم} قيل المعنى أولى بكم، وقيل هو مصدر مثل المأوى، وقيل هو مكان.
قوله تعالى: {أن تخشع} هو فاعل يأن، واللام للتبيين، و{ما} بمعنى الذى، وفي {نزل} ضمير يعود عليه، ولا تكون مصدرية لئلا يبقى الفعل بلا فاعل.